[[color=brown]size=18]كل عام وانتم بخير
رمضان كريم
اجعليه شهرعسل يمتلئ بالإيمان
رمضان أجمل فرصة لتقوية علاقتك بزوجك
لأن روحانيات رمضان تغلب على طباع كل من الزوجين ، اغتنمي الشهر المبارك لمد جسر التواصل بينك وبين زوجك وتقوية صلة الرحم من جديد .
أطباء الصحة النفسية يؤكدون أن رمضان أنسب فرصة لتدريب الزوجين على طاعة بعضهما البعض ، إذ أثبتت الدراسات النفسية أن الخلافات الزوجية تقل في شهر رمضان، بنسبة خلافين فقط طوال الشهر بدلاً من سبعة خلافات في الأشهر العادية .
وأتضح من دراسة ميدانية أخرى أعدت بجامعة أصول الدين بالأزهر، على عينة قدرها 1000 من الأزواج الصائمين أن العوامل الروحية والمادية والنفسية الموجودة في هذا الشهر، تساعد على وضع النموذج الحسن للمعاملة الزوجية والعلاقات العائلية.
تغير ايجابي
الدكتورة سعاد صالح عميدة كلية الدراسات العربية والإسلامية سابقا تؤكد على نتيجة الدراسة قائلة لمجلة "سيدتي" : إن غاية الصيام تقوى الله عز وجل، والتقوى تكون بطاعته في ما أمر به، والابتعاد عما نهى عنه، في كل مجالات الحياة، ومنها الأسرة والعلاقة الزوجية بالتحديد، على الزوج مثلاً أن يبتعد عن السُباب وعن الشتم وعن الكذب والغيبة والنميمة، وغيرها من الأخلاق الدونية، والصيام يصبح عادة مقبولة عند الله عز وجل بحسن الخلق أثناءه. فالتبسم في وجه الزوجة والأبناء صدقة، وعلى الزوجين توطيد صلة الرحم وتبادل الهدايا والزيارات وحسن الخلق مع الغير، خاصة داخل الأسرة، بمعنى أنه يجب أن تشهد العلاقات داخل الأسرة تغييراً ايجابياً خلال هذا الشهر، وكل العوامل الروحية والمادية والنفسية في هذا الشهر تساعد على ذلك، والدين يدعو إلى حسن المعاملة، والتأدب مع غيرنا، والإقتداء بالرسول الذي علمنا «إن خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
مدرسة تربوية
وتتابع الدكتورة سعاد صالح، كما أن أعضاء المسلم تكون صائمة عن الطعام والشراب وغيرهما، وتكون صائمة عن الرفث والفسوق، خاصة عضو اللسان، الذي يجب أن يكون صائماً عن اللغو والسباب والكذب وجميع الكلمات النابية التي تجرح إنساناً آخر، خاصة إذا كانت زوجته، فرمضان مدرسة تربوية تُراجع السلوك وتحاسب النفس، وتعلم الصدق والإخلاص والأمانة.
عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال:«إذا كان صوم أحدكم فلا يسب ولا يرفث، وان سابه أحد أو شاتمه أو قاتله، فليقل إني صائم»، وكل هذه الأخلاقيات العالية المرتبطة بشهر رمضان، تؤدي في النهاية: إلى التسامح والى توطيد صلة الرحم، والتكافل الاجتماعي، حيث يقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم :"من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" .
إدمان الفساد
أما الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفس بالقصر العيني ، فيؤكد أن عصبية الأزواج التي تشكو منها بعض الزوجات ترجع إلى إدمانهم بعض العادات الفاسدة، كالتدخين، والانقطاع طوال اليوم عن الأكل والشرب والشهوات الأخرى، يؤثر على أصحاب النفوس الضعيفة، ويؤدي بهم إلى الغضب والتوترات العصبية.
ومن الناحية النفسية أثبتت كثير من الدراسات أن هذا الشهر يغرس في نفوس الأزواج البذل والتضحية والمحبة لبعضهما بعضاً، والصيام تدريب عملي على ضبط النفس، وكبح الشهوات، وعلى الإحساس بالآخر، بأن يمسك لسانه عن فحش القول، أن يغُض بصره عما يُفسد صيامه، أن يمسك يديه عن الضرب والبطش، وتعويد النفس على الذهاب إلى المسجد للقيام والتراويح، فيتهذب سلوكه، وتسمو نفسه، وينشرح صدره، هو شهر التآلف وترقيق القلوب، داخل الأسرة وخارجها.
فرصة لتنمية العلاقات
رؤية أخرى تُضيفها الدكتورة إيمان عبد الرازق بالأزهر فتقول: إن شهر رمضان المبارك فرصة ذهبية لتنمية العلاقات العائلية، بالتوافق الروحي، والإحساس العاطفي النبيل ، بروح التسامح، وحسن الظن، والتعاون، فالشهر هو نقطة التقاء للأسرة، خاصة الزوجين، فهما يصومان ويفطران ويتسحران معاً، ويخرجان معاً لصلاة التراويح، وكل هذا يساعد على تنمية علاقة المحبة والمودة بينهما.
وما أجمل أن تتلاقى الأسرة بجميع أفرادها مشتركة في العبادات والطاعات، لتذوب كل الخلافات والمشاكل، وتجدد الأسرة علاقتها مع خالقها عزّ وجلّ من ناحية، وعلاقة الألفة والود بينهما من ناحية، فتصفو النفوس وتتخلص من كل ما يعكر صفوها.
لزيادة ترابط الزوجين
يستطيع الزوجين الاستمتاع بإجازة من الخلافات والنكد طوال شهر رمضان ، وربما طوال العمر أيضاً إذا استمر الزوجان على نفس سلوكيات الشهر الكريم ، ولتجنب عصبية كل من الزوجين في رمضان ، يقدم خبير الاتيكيت وآداب السلوك سيد حسن النصائح التالية :
* إذا كان شهر رمضان هو شهر التسامح والرحمة والصبر فلا داعي لاختلاق النكد والمشاحنات مع الزوجة بعد عودتك من العمل أثناء انشغالها بإعداد طعام الإفطار حتى لا تصاب بالتوتر وتتعرض للاضطرابات النفسية.
* يجب على الزوج عدم الإصرار علي طلب أصناف من الأطعمة تتساوي جميعها في قيمتها الغذائية كالأطعمة المحتوية علي النشويات أو البروتينات أو الدهنيات.
* من آداب اللياقة عدم مفاجأة الزوجة بدعوة بعض أصدقائك قبل موعد الإفطار والإلحاح عليها لإعداد أصناف من الأطعمة تحتاج لوقت طويل في تجهيزها وطهيها وإنما يجب أن يكون الاتفاق مسبقا حتى تستعد الزوجة لاستقبال الضيوف.
أما علماء الأزهر وأساتذة الطب النفسي ، فيقدمون مجموعة نصائح مختلفة للزوجين تساعدهما على مد جسر التواصل بينهما خصوصاً في شهر رمضان:
* احرصا على أداء العبادات سوياً ، فما أروع أن تتجه الأسرة المسلمة إلى المسجد بأبنائها وأحفادها، ساعية إلى رضا الله، حيث قال الرسول الكريم «إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرات».
* تبسمي لزوجك وأفسحي له في قلبك مكاناً واسعاً، تكسبين الصدقات.
* تحلي بالعفو والتسامح واللجوء إلى الله عند أي مشكلة.
* ابتعدي عن الأنانية، وتجنبي الجدال، واتفقي مع زوجك على طاعة مشتركة، تمتد لأشهر العام، مثل قيام الليل، صيام يومين في الأسبوع، أو ختم القرآن كل شهر.
* شهر رمضان فرصة لوصل قطيعة صلة الرحم، فهي تدفع المكروه عنك، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم «إن الصدقة وصلة الرحم يزيد بهما في العمر، ويدفع بهما المكروه والمحذور».
* انتهزي فرصة شهر رمضان لدعوة الأقارب للإفطار معكم، وان لم يستطيعوا فاذهبي أنت والعائلة إليهم بالطعام.
* حاولي إنهاء المشاحنات بينك وبين بعض الأهل، وقوي الصلة بينهم وبين الأبناء.
* أنت المسؤولة عن إسعاد زوجك وأولادك، فلا تكدسي له طلباتك مرة واحدة.
* اختاري من برامج التلفاز ما يفيدك، ويزيدك ثقافة وخبرة في هذا الشهر، ولا تضيعي وقتك في غير عمل الخير وأداء الفروض.
* تذكري أن الصائم لكي يتم صومه ويكون مقبولاً عند الله، يجب أن يضبط نفسه عند الغضب، ويمسك لسانه عن فحش القول، وخاصة بين الأزواج.
* رمضان فرصة لا تعوض في مغفرة الذنوب، والابتعاد عن المكروه، لذا عليك بالتنافس أنت وزوجك وأولادكما على إمساك الجوارح عن الآثام والمعاصي، الخفية منها والظاهرة.
* يمكنك أن تجعلي رمضان مناسبة لمراجعة حُسن تربيتك لأبنائك، باستغلال وقت العبادة للتواصل معهم، بحملهم على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، بمصاحبتهم للمسجد.[/size[/color]]